في برنامج تلفزيوني تسابق عدة مختصين «يقدمون أنفسهم على أنهم خبراء العلوم الشرعية»!! في الترغيب بالزواج بالصغيرة مع وضع الأمر في تقدير وكيلها / ووليها، وهو من يقدر إذا كانت تطيق الوطء أو لا تطيقه!!!
وسال لعاب غالبية «المتداخلين» في البرنامج المؤيدين لفكرة الزواج من طفلة ليس مهما عمرها «أحد عشر عاما» أقل أو أكثر، المهم أن ينال الزوج مراده منها ويقدر مع والدها قدرتها على الاحتمال!!، في فضائية عربية تبث إلى العالم تقدم المتخصص الشرعي السعودي على أنه يحمل ذهنية التوحش وكأنه لايعرف أن الدين الإسلامي في روحه جاء تحديثا ورفضا وغربلة لفوضى اجتماعية لذلك الزمان!.
التلويح بأن حماية الصغيرات من الاغتصاب مخالف للشريعة تحت ذريعة التخصص الشرعي، وأن الآخرين لايفقهون في الدين وأن مناهضة وتقبيح فكرة اغتصاب الصغيرات مخالفة شرعية اعتبره أسلوب وحيلة العاجز، ومحاولة تقديم ذواتهم على أنهم حماة الدين من التغريبيين المنادين بسن للرشد، رغم كون تحديد سن الرشد أقر به علماء الأمة الإسلامية في أقطار الأرض، ومفتي الديار المصرية أفتى بتحريم زواج الصغيرة وجرم من يتعدى على حرمة وقانونية تحديد سن الزواج، وحال المؤيدين لهذه الجريمة البشعة ليس له علاقة بروح الإسلام وحماية حقوق الطفل، والمعيار لديهم هو بلوغ الفتاة ليس عقلا ولا على مستوى القدرات بل لمجرد أنها (تحيض).!
أبسط إنسان يستطيع اليوم من حوار صغير مع طفلة قياس حجم قدرتها عن فهم واستيعاب بعض تفاصيل الحياة فضلا عن فكرة تحمل العشرة الزوجية بكل تقلباتها، وهي التي بالضرورة تقود أي أنثى (بلغت) إلى مرحلة (الحمل)، وبما أنهم يرون في ذواتهم علماء الأمة، والمتخصصات والمتخصصون في طب النساء ليس لرأيهم معنى فهم يضربون بعرض أكبر حائط فكرة أن الجهاز التناسلي للصغيرة لا يكتمل تحت الثامنة عشرة وهذا أثبته العلم، والاستناد إلى أن جداتنا كن يتزوجن في التاسعة ويلدن مبكرا لا يعني بقاء الحال على ماهو عليه إذا أثبت العلم والطب خطورة ذلك.
فلاشات
ــ افتخر أحد المشاركين في البرنامج، وهو إلى جانب كل تخصصاته (مأذون شرعي) للأسف، بأنه أخيرا قام بتزويج طفلة الـ 13 عاما بأربعيني!!.
ــ يجب أن يعلن «برنامج الأمان الأسري» موقفه من حلقة أساءت لنا دينا ومجتمعا، وكيف ستتحرك منظمات حقوق الإنسان لدينا لترد على من يروج لاغتصاب الصغيرات.
ــ من العيب والعار أن تكون فكرة الولاية تعني غياب رأي الأم والاعتداد والافتخار برأي ذكوري ودعمه وتمريره ليستقر في وعي المجتمع على أنه الدين الإسلامي وتطبيقاته وليس أهواء شخصية ومخالفة صريحة لحقوق الطفل.
ــ فتح باب الاجتهاد في هذا الموضوع وجب وعلى شرفاء القوم الخجل من صمتهم المريب والتحرك برجولة لردع من يروج لهذه الجريمة.